منتديات كاميكاز

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله


    السحر انقلب على الساحر في قضية الشثري

    Mr Fly
    Mr Fly
    Admin


    المساهمات : 64
    تاريخ التسجيل : 15/06/2010

    السحر انقلب على الساحر في قضية الشثري Empty السحر انقلب على الساحر في قضية الشثري

    مُساهمة  Mr Fly الثلاثاء يونيو 15, 2010 12:29 pm

    السحر انقلب على الساحر في قضية الشثري
    فهد العجلان


    يبدو لي أن السحر قد انقلب على الساحر كما يقال.

    واعتقد أن الحملة السوقية ذات المعيار الأخلاقي المنخفض والتي قادها جمال خاشقجي ورفاقه قد أثارت موضوع الاختلاط في الجامعة وأحيت نشاط المحتسبين والغيورين لمواصلة النصح والإنكار له وجلّت لكثير من الناس حقيقة الأمر في وقت كانوا غافلين عنه وما يدرون إلا عن التقنية ومباني الجامعة وأنشطتها البحثية .. الخ، وإلا فإن أمر الاختلاط من قبل هذه الحملة كان ساكناً كامناً لا يكاد يتكلّم فيه أحد ، بل وحتى الشيخ سعد كان كلامه عارضاً ولم يبال به أكثر الناس، فجاءت حملة الصحافة لإرهاب الناصحين وتخويفهم حتى لا يسمع للنصح كلمة ولا يكتب فيهحرفاً فنشطت المقالات وتفاعل الجمهور وستتحرّك خطب الجمعة فقد أرادها جمال ورفاقه إبادة جماعية واستئصال تام لأي صوت ناصح فجاءت على خلاف ما أرادوا.

    الغريب أن هذه الحملة الصحفية المنظّمة مع اختلاف تفكير كتّابها ووفرة نتاجها - قرابة 30مقالاً في يومين- إلا أن ثمّ سمات عامة تتفق فيها هذه المقالات، بل والطريف أن ثمّة مثلاً متكرّر في كثير من هذه المقالات –مثل العصا في الدواليب!-:

    السمة الأولى: استغلال اسم خادم الحرمين الشريفين كوسيلة تخويف وإرهاب للمخالفين، وهذا الأسلوب وإن كان يبديه الكاتب بطريقة الحبّ والتعظيم للملك وأن الناصح للملك قد شكّ في نوايا الملك وأن الملك يعلم ويشاور ولا يخالف الشرع .. الخ إلا أن هذا التملّق الظاهر لا يخفي ما في هذا الأسلوب من إساءة لمقام الملك بحيث يكون كأداة استغلال للكاتب لتشويه خصومه وإسقاطهم والإساءة إليهم، فلو كان محبّاً بحق للملك لترفّع بمقامه أن يجعله أداة لتمرير أفكاره ومبارزة خصومه.

    السمة الثانية: أسلوب التحريض والإقصاء والتخويف من أي شخص أو فكر أو مقال ناصح أو مخالف، بل دعا بعضهم صراحة لمحاسبة من يقول شيئا من ذلك، وربط كثيرون بين مجرد إبداء الرأي بدافع النصح والحبّ الصادق بما يحصل في البلد من تفجير وغلو وعداء للدولة .. ولا يكاد يخلو مقال من حزمة تلك المقالات من هذا الأسلوب الرخيص، ولم تسلم حتى قناة المجد لمجرّد أن الشيخ ظهر منها من اتهام لها بالفتنة والتشويش كما قاله جمال خاشقجي أو بأنّ لها خطاً سياسياً مناهضاً لسياسة الدولة كما يقول داود الشريان أو غير ذلك من التهم الشتائمية الرخيصة.

    السمة الثالثة: تسفية الرأي وصاحبه وكلّ من يقول به أو يفكر بمثله ووسمه بالجهل والذهنية المنغلقة والتطرّف والحماس .. الخ الشتائم التي صبّت على عضو هيئة كبار العلماء وليست على طالبٍ في مرحلة الثانوية أو الجامعة، ويتعامل القوم مع مسألة الاختلاط وكأنها مسألة مسلّمة وبديهية وكأنه لا يقول بخلافه إلا سعد الشثري ، وكأن الناس لا يعلمون أن الاختلاط ممنوع رسمياً ودينياً في هذا البلد من عشرات السنين، وفيه قرارات وتصريحات من مؤسّس هذه الدولة ومن الحكّام من بعده، ومن جميع العلماء والهيئات الرسمية في البلد مما لا يخفى على أحد ، لكن التجهيل أو الاستهتار أو الاستغفال –ما أدري بالضبط- جعل الكتّاب يتعاملون معه وكأن الاختلاط أمر طبيعي كيف ينكره سعد الشتري؟

    ما زالت الحملة مستمرّة .. وأجزم أنها لن تدوم أكثر من يومين من الآن كحدّ أقصى لأن نتائجها عكسية تماماً .. ولأن مستواها القيمي والأخلاقي في انحدار تامّ ولا أظنّ أن ثمّة مستوى أنزل منه حتى يستمرّ الكتّاب في مواصلة النزول.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 12, 2024 3:56 pm