منتديات كاميكاز

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله


    فتاوى رمضانية

    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 53
    تاريخ التسجيل : 14/06/2010

    فتاوى رمضانية Empty فتاوى رمضانية

    مُساهمة  Admin الخميس يونيو 17, 2010 4:43 am

    امرأة مريضة في قدميها، ولا تستطيع القيام في الصّلاة، ومع ذلك تقوم في صلاتها مع المشقّة ولا تجلس على الكرسي خوفًا من أن الله تعالى لم يقبل صلاتها؟
    يقول الله تعالى: {يُريدُ اللهُ بِمُم اليُسرَ ولا يُريدُ بِكُم العُسر} البقرة:185، ويقول أيضًا: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِن حرج} الحج:78، وقال صلّى الله عليه وسلّم: ''إنّ الدِّين يُسر، ولن يُشاد الدِّين أحد إلاّ غلبه فسَدِّدوا وقاربوا وأبشروا'' أخرجه البخاري ومسلم.
    وقال صلّى الله عليه وسلّم لمعاذ وأبي موسى رضي الله عنهما لمّا بعثهما إلى اليمن: ''يَسِّرَا ولا تُعسٍّرا وبشِّرا ولا تُنفٍّرا وتطاوعا ولا تختلفَا'' رواه البخاري ومسلم، وكان صلّى الله عليه وسلّم إذا خيّر بين أمرين اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا، والقواعد الفقهية المستنبطة من هذه النصوص وغيرها تقول: ''المشقة تجلب التيسير وإذا ضاق الأمر اتّسع، ولا ضرر ولا ضِرار''.
    فهذه جملة من الأدلة على أن الدّين الإسلامي مبني على التيسير في أحكامه، وعلى مراعاة أحوال العباد، فالمريض الّذي يشق عليه القيام في الصّلاة ويُسبِّب له الزيادة في المرض وجب عليه الجلوس ولو على الكرسي، وصلاته صحيحة مقبولة بإذن الله، ويأثم إن تسبّب في أذية نفسه.

    شخص مريض يشقّ عليه أداء كلّ صلاة في وقتها، وتراوده نفسه أن يترك صلاته لمّا يشقّ عليه ذلك؟
    إن المرض ابتلاء يصيب به الله عباده المؤمنين ليُطهّرهم من الذنوب، وحال المؤمن مع المرض دائرة بين الصبر والرضى، وقد قال صلّى الله عليه وسلّم: ''عجبًا لأمر المؤمن، إنّ أمره كلّه خير، إن أصابته سرّاء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيرًا له، وليس ذلك إلاّ للمؤمن'' أخرجه مسلم.
    وقال صلّى الله عليه وسلّم: ''أشدّ النّاس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل'' رواه الترمذي وابن ماجه وابن حبّان وغيرهم وهو حديث صحيح كما في صحيح الجامع، أما بالنسبة لصلاة المريض فإن له أن يجمع بين الظهرين وبين العشائين رفعًا للمشقة الحاصلة بتركه، فعن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: ''جمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء بالمدينة في غير خوف ولا مطر''، وفي لفظ: ''صَلّى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الظهر والعصر جميعًا، والمغرب والعشاء جميعًا، في غير خوف ولا سفر''، وسُئِل ابن عبّاس: لم فعل ذلك؟ قال: ''أراد أن لا يُحرِج أمّته''، وفي لفظ: ''أراد أن لا يُحرِج أحدًا من أمّته'' رواه مسلم.
    وعن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: ''صلّيتُ مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالمدينة ثمانيًا جميعًا، وسبعًا جميعًا، الظهر والعصر، والمغرب والعشاء'' أخرجه البخاري ومسلم. قال ابن حجر -رحمه الله: ''فانتفى أن يكون الجمع المذكور: للخوف أو السفر أو المطر، وجوّز بعض العلماء أن يكون المذكور للمرض (انظر فتح الباري). فذهب أهل العلم إلى أن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم جمع بين الصّلوات المذكورة لمشقة عارضة ذلك اليوم من مرض غالب أو برد شديد ونحو ذلك... ويدل على ذلك قول ابن عبّاس رضي الله عنهما لمّا سُئِل عن هذا الجمع قال: ''لئلا يحرج أمّته''.
    وقد ثبت أن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''أمر حمنة بنت جحش لمّا كانت مستحاضة بتأخير الظهر وتعجيل العشاء'' رواه أبو داود وهو حديث حسن.
    وعليه، فإن المرض الّذي يلحق صاحبه به بتأدية كلّ صلاة في وقتها مشقّة وضعفًا يبيح الجمع، والمريض مخيّر بين جمع التقديم والتأخير، المهم: أن يحافظ على صلواته ويؤدّيها كما أمر الله، وعلى هدي رسوله صلّى الله عليه وسلّم، فالصّلاة عماد الدِّين وعلامة استقامة العبد وتديّن.

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 10:57 pm